حديث العودة

حديث العودة
اعتقد انّك ستعودين يوما... ولن تجدي أي اثر لماضينا معا .هكذا قضيت وهكذا اتخذت قراري... وكما اتخذت أنت قرارك بمفردك ذات يوم وقضيت ..هاهي فرصتي تجيء أنا أيضا..
لكن هل أراني قادرا على ذلك بالرغم من اشتهائي الأكيد للنسيان ؟؟؟ها أنا أتمنى أن تعودي و أن لا تعودي في نفس الوقت أخاف عودتك كما أخاف غيابك....
لقد كان غيابك عنّي عملية قيصرية أعقبها كثير من الألم و النزيف... اعترف بذلك متجاوزا كبريائي و مجيئك من جديد سوف يكون أكثر فجيعة و ألما فإذا كان من السهل أن نخرج جنينا بعملية قيصرية فليس من الممكن أن تنجح عملية ثانية في إرجاعه إلى رحم أمه بعد كل التمزّق و العذاب لكن بالمقابل هل يمكن لنهر التخلّي عن مجراه؟؟؟ ألا تتمرد الأنهار العظيمة على ما أقيم لها من سدود ؟ فتدكها هادرة إبان الفيضان ؟ هل أن هذا العنفوان و هذا الفيض لا يعتريانني بين الحين و الحين ؟؟
أنت لا تعرفين أن ما تثيره ذكراك في فؤادي ليس دون ذلك عنفا وفيضا... كنت الحبّ الأول ...أول غيث شق أديم ترتبي البكر فإذا الزرع يتدفق في عنفوان تمرّد بعد كبت و انفلت بعد إذعان ......
اعترف إني ارتكبت اكبر أخطائي يوم رفضت كل أبجديات الدنيا التي لا تقرئني حبّك و شطبت كل العادات إلا تلك التي تجعلك هوسي و عبادتي .. و رفضت كل الدروب غير تلك التي تؤدي إليك .. توهمتك الخصب و النور خلال الجدب و العتمة و أخيرا انتبهت إلى أن ذلك كان وهما
و أنت أنت أيضا هل تملكين إلا أن تعودي ولو في آخر الخريف ؟ كلّ الطيور المهاجرة لابدّ أن تعود يوما إلى أوكارها قبل هبوب العاصفة أو بعدها... الوكر الأول كالحبّ الأول يظل أثيرا في القلب حتى يموت ...
يتحدثون عن طيور و اسماك تقطع آلاف الأميال لتعود إلى موطنها الأول حيث تتوالد وتموت وفاء أصيل للموطن و الأحباب .... كنت أنت خلوا
منه حتى اللحظة ...فهل الجحود والنكران هما وسام كل من أحب بصدق و عشق حد الاشتعال و الفجيعة ؟؟؟؟؟؟؟